لماذا لا يستجيب الله دعائي؟ 7 مفاتيح لفهم حكمة الله والرضا بقضائه"
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
– [البقرة: 186]
كلّنا نمرّ بلحظات نرفع فيها أيدينا إلى السماء وقلوبنا تئنّ بالدعاء، ولكن تمرّ الأيام... والشهور... دون أن يتحقّق ما دعونا به.
فنبدأ نتساءل بألم:
"أين أنت يا رب؟ لماذا لا تستجيب؟ ألم تقل إنك قريب؟"
في هذا المقال، سنفتح لك أبواب الفهم، وننزع عن قلبك الحيرة، لنريك كيف أن الله يسمعك، ويستجيب لك، لكن بطريقته التي لا تراها... بحكمته التي قد تغيب عنك.
🌧️ 1. الله سميع... ولكنه حكيم أيضًا
أنت تراه تأخيرًا، والله يراه "توقيتًا مثاليًا".
أنت تراه حرمانًا، والله يراه "نجاة من بلاء قادم".
"وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" – [البقرة: 216]
الله لا يعطي فقط لأنك طلبت، بل يعطي عندما يعلم أن العطاء لن يفسد قلبك أو يقطعك عنه. تأمل: كم من أُمنية ظننتها خيرًا، ولو نلتها لربما ابتعدت عن الله أو فسدت حياتك؟
🌿 2. الدعاء عبادة وليس فقط وسيلة
النبي ﷺ قال: "الدعاء هو العبادة" – [رواه الترمذي]
يعني أن الله يحب أن يسمع صوتك، يراك تستمر في الدعاء، تبكي، تلحّ، ترفع يديك، وتقول: "يا رب".
ليس الهدف فقط أن يعطيك، بل أن يقرّبك منه.
🧠 3. عندما لا يُستجاب الدعاء... يُستجاب شيء آخر
قال النبي ﷺ:
"ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إما أن يُعجِّل له دعوته،
وإما أن يدّخرها له في الآخرة،
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها." – [رواه أحمد]
تخيل! كل دعوة لم تُستجب في الدنيا، تُخبَّأ لك ككنز في الآخرة، أو تُحفظك من بلاء لا تراه.
❤️ 4. الله يؤخر ليعطيك أفضل مما طلبت
كم مرة دعوت الله بشيء، ثم بعد سنوات، حمدته لأنه لم يستجب؟
أحيانًا الله لا يعطيك ما تريد، لأنه يجهّز لك ما هو أفضل بكثير مما توقعت.
"إن ربي لطيف لما يشاء" – [يوسف: 100]
🕊️ 5. ادعُ وانت موقن بالإجابة
قال ﷺ: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" – [رواه الترمذي]
يعني لا تدعُ وأنت شاك: "هل يسمعني؟ هل سيجيب؟".
بل قل في قلبك: "ربي سميع، رحيم، لا يرد يدي عبده صفرًا".
🌙 6. الاستغفار مفتاح القبول
أحيانًا الذنوب تقطع الطريق بينك وبين الاستجابة.
جدد توبتك، وأكثر من الاستغفار.
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين..." – [نوح: 10-12]
🔐 7. لا تتوقف أبدًا... ولو تأخّر الجواب
الشيطان يريدك أن تيأس، أن تظن أن الله لا يحبك، أن تستسلم.
لكن المؤمن الحق هو من يستمر... حتى آخر لحظة، لأنه يعلم أن الله لا يخيب من دعاه بقلب صادق.
🌟 خلاصة المقال:
الله أقرب إليك مما تظن.
يسمع أنينك، يرى دموعك، ويعلم ما في قلبك...
قد يتأخر الجواب، لكنه لا يُنسى.
قد لا يأتي كما تريد، لكنه دائمًا يأتي كما يجب.
"وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" – [النساء: 19]
🧡 رسالة من القلب:
لا تترك الدعاء، فالدعاء هو الحبل الذي يربطك بالله...
وما دمت ممسكًا به، فأنت بخير، مهما تأخّر الفرج.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire